غزة على حافة الكارثة الإنسانية، فهي بلا وقود، والوقود يعني الكهرباء ويعني الحركة ويعني افران الخبز ويعني الحياة المنزلية ويعني الزراعة والصحة ولا حاجة للتذكير بأهمية الطاقة وكنا استبشرنا خيرا في الأحداث الأخيرة من منطلق عسى أن تكرهوا شيئا لعل الدم المراق يوحد بعد فرقة ولعل العواطف تتسامى على الخلافات السياسية والفئوية الضيقة. لكن الآمال تبددت وعدنا إلى القصف المتبادل بصواريخ الردح والاتهامات.
غزة تحتاج الى رفع الحصار فورا وتسليم معابرها الى السلطة الوطنية لتباشر إنعاش غزة، لأن الحزب الواحد فشل في كل شيء ولم يقدم أية خدمات لغزة بل هو يعيش على عذابات غزة وأهلها ولم يطبق من الإسلام سوى حدود العقاب بناء على شريعة مستحدثة دون ثواب، وعندما نطالب برفع الحصار عن غزة فان المقصود به أيضا أن تعمد حركة حماس الى رفع حصارها الداخلي في غزة.
وتطلق الحريات وتفتح المعتقلات وتوقف محاولاتها الفاشلة في إلغاء القوى الأخرى التي لم تجد مشايخ في صفوفها يجرؤون على الإفتاء بتحليل القتل حتى تواجه الحزب المهيمن باللغة التي جاء بها.
وإلغاء الحصار الداخلي هو البداية لإلغاء الخارجي وهو أيضا مقدمة لإطلاق حوار داخلي في غزة نفسها أولا بهدف التمهيد لإعادة توحيد الصف ومن ثم العودة الى حضن الشرعية التي ثبت أنها مظلتنا الوحيدة ولا ظلال غيرها لنا مهما نسج البعض من أوهام.