عبرت شخصيات فلسطينية وكتل برلمانية ونواب في المجلس التشريعي عن إدانتها الشديد للعمل الإجرامي التي قامت به مليشيات حماس الخارجة عن القانون باقتحامها لجامعة الأزهر بغزة والاعتداء على عدد من الطلبة والطالبات والمدرسين واختطاف عدد آخر منهم ".
وندد الوزير الدكتور عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى بالإجراءات التي تمارسها مليشيات حماس على الأرض والتي كان آخرها اقتحامها لحرم جامعة الأزهر في غزة والسيطرة عليها, واصفاً هذا الإجراء بـ "الجريمة" بحق المؤسسات التعليمية, مؤكدا على ضرورة إبقائها على الحياد لتمكينها من مواصلة رسالتها التعليمية والتربوية .
واعتبر أبو سمهدانة في تصريح صحافي " هذه الممارسات تأتي رداً على مساعي المصالحة والتي كان آخرها المبادرة اليمنية لعودة الوحدة واللحمة للصف الوطني الفلسطيني, داعياً قادة حركة حماس إلى الضغط لوقف هذه الممارسات قائلا:"اذا كانوا فعلاً يرغبون في عودة هذه اللحمة إلى الشعب الفلسطيني والتي أودت بها أحداث الرابع عشر من حزيران من العام الماضي في غزة" .
وأشار أبو سمهدانة إلى أن مثل هذه الممارسات واستمرار حملات الملاحقة لأبناء فتح والشبيبة لن تصل بالفلسطينيين إلى بر الأمان ولن تمكنهم من العودة إلى الوحدة والحوار, وإنما تسير بهم وبقضيتهم إلى متاهات ربما تودي بالمشروع الوطني التحرري إلى نهايات مجهولة, داعياً العقلاء في حركة حماس إلى ترجمة دعواتهم للمصالحة والحوار على الأرض من خلال وقف الملاحقات والاعتقالات واقتحام الجامعات والمؤسسات والسيطرة عليها وعودة الشرعية إلى غزة من خلال إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران يونيو من العام الماضي, باعتبار ذلك الطريق الأقصر للعودة إلى الحوار إذا كان هناك رغبة حقيقية في الحوار أصلا .
وأكد أبو سمهدانة "أن وصول هذه الممارسات إلى حد الجامعات يعبر عن إفلاس من قبل من يقومون بهذه الممارسات التي لا تعبر عن حضارة وقيم ونضال هذا الشعب الفلسطيني الصابر المرابط والذي عبر عن رفضه لسياسة التجهيل التي حاولت حكومات الاحتلال ممارستها بحق الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال .
من جانبها أدانت كتلة فتح البرلمانية الاعتداء التي تعرضت له جامعة الأزهر بمدينة غزة من قبل أفراد من حركة حماس ومليشيات القوة التنفيذية صباح اليوم.
واعتبرت الكتلة خلال زيارة تضامنية قام بها عدد من أعضائها إلى الجامعة الاعتداء بأنه انتهاك وسابقة خطيرة جدا ضد المؤسسات التعليمية.
وحذر وفد الكتلة من مغبة استمرار مليشيات بالاعتداء على حرمة الجامعة والاعتداء على الهيئة الإدارية والتدريسية والطلبة، داعيا إلى لجم التصرفات غير المسؤولة ومنع تخريب المسيرة التعليمية.
واستهجن وفد الكتلة الذي اجتمع مع إدارة الجامعة الاعتداء على الجامعة التي تضم نحو عشرين ألف طالب.وعبرت الكتلة عن تخوفها من أن يكون هذا الاعتداء مقدمة لاعتداءات أخرى.
وضم وفد الكتلة كل من النائب الدكتور فيصل أبو شهلا والنائب إبراهيم المصدر والنائب عبد الحميد العيلة والنائب نجاة الاسطل، حيث قام الوفد بجولة تفقدية في الجامعة اطلع خلالها على ما حصل من انتهاكات ضد المؤسسة التعليمية.
من جهتها أدانت النائبة نعيمة الشيخ علي عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية اقتحام حماس لحرم جامعة الأزهر والاعتداء على أساتذة الجامعة والطلبة وطردهم من الجامعة تحت تهديد السلاح مما ادعى إلى إصابة العديد منهم بجروح وإصابات مختلفة ومنهم الطالبة رنا رضوان التي أصيبت في رأسها .
كما أكدت النائبة نعيمة الشيخ علي عن موقفها الرافض لمثل هذه السياسات التي تعطل المسيرة التعليمية وتزيد من الشرخ الفلسطيني الداخلي لاسيما وأن هذه الهجمة المسعورة التي تستهدف المؤسسات التعليمية والتي طالت من قبل كلية العلوم والتكنولوجيا بخانيونس بالإضافة إلى مؤسسات وطنية وأهلية.
وأكدت النائبة الشيخ علي أن هذا الأعمال والتصرفات المرفوضة التي تمارسها ميليشيا حماس الخارجة عن القانون على الأرض يأتي بقرار من التيار الرافض داخل حركة حماس لضمان تعطيل أي مساعي تعيد وحدة التراب والشعب الفلسطيني مرة أخرى ،مشيرة إلى حملة الإقصاء الوظيفي التي تنتهجها "حماس" داخل المؤسسات الوطنية.
وأضافت فى بيان وصل وكالة فلسطين برس للأنباء نسخه عنه " أن هذه الاعتداءات المتكررة تعكس تناقضا واضحا وجليا بين خطاب حماس والذي تحاول تسويقه للرأي العام وممارساتها على الأرض التي تعكس بشكل جلي عدم رغبتها في العودة عن أخطائها بحق الشعب الفلسطيني،وإنها تبرهن بشكل مستمر على رغبتها في الاستمرار بالوضع الراهن في قطاع غزة وتؤكده من خلال هذه الممارسات التي لا تنم عن أية نوايا جدية في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإعادة اللحمة للشعب والوطن و الجغرافيا ".
وبينت النائبة " أن ما يتعرض له الطلاب في الكليات والجامعات يمثل مؤشرا خطيرا لما آلت إليه الأمور في قطاع غزة خاصة بعد الأحداث الأخيرة والاعتداءات التي تعرضت لها جامعة الأزهر صباح هذا اليوم .
وطالبت النائبة نعيمة الشيخ علي بعدم زج الجامعات في أي تجاذبات سياسية ووقف الانتهاكات التي ترتكب بحق طلبة الجامعات ومقراتها وحماية الصروح التعليمية والحفاظ عليها.
وأدانت هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، اليوم، اقتحام مليشيات حماس حرم جامعة الأزهر والاعتداء على طلابها وطواقمها الأمنية والإدارية، وإقامة احتفال في الجامعة بالقوة.
وقالت الهيئة في بيان صحفي تلقت وكالة فلسطين برس للأنباء نسخة منه " إن هذا الاعتداء الذي لم يكن الأول على جامعة الأزهر،يشكل انتهاكا خطيرا لحرمة الجامعة، وقوانينها وللمسيرة التعليمية ويهدد استقرار الجامعة وقدرتها على أداء رسالتها، وقد ألحق الاعتداء أضرارا بالغة بآلاف الطلاب والموظفين وبالأمن والسلم الأهلي ".
وأضاف البيان " إن هيئة العمل الوطني، إذ تطالب حركة حماس بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي تعمق الانقسام، وتصادر الحريات العامة والخاصة، فإنها ترى أن هذه الممارسات تتنافى مع الدعوة للحوار، واستعادة الوحدة، وإنجاح المبادرة اليمنية، والجهود العربية التي تقف وراءها ".
ويشار إلى أن مليشيات حماس كانت قد اقتحمت قبل أيام كلية العلوم والتكنولوجيا بمدينة خانيونس واعتدت على الطلاب والطلبة فيها وطردت جميع العاملين فيها بما فيهم عميد الكلية ونصبت عدد من أزلامها وعناصرها لإدارة والعمل في الكلية بقوة السلاح فيما أعلن مجلس الكلية والشبيبة الفتحاوية عن استمرار التعليق في الكلية محملين حماس ومليشياتها مسؤولية ضياع المستقبل التعليمي والعام الدراسي على الطلبة".
قالت حركة فتح " إن ميليشيات حماس اقتحمت حرم جامعة الأزهر في غزة ومكاتبها الإدارية المختلفة وقاعات التدريس ومقري مجلسي الطلاب والطالبات،واحتلت كافة مرافق الجامعة،في مواصلة سافرة لسياسة حماس بانتهاك حرمة الجامعات كما حدث سابقا في فروع جامعة القدس المفتوحة في غزة وجامعة الأقصى وكلية العلوم والتكنولوجيا بغزة.
وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح،في بيان صحفي اليوم " أن ميليشيات حماس قامت باقتحام حرم الجامعة والاعتداء على كل من تواجد فيه وتقييد العاملين فيه واختطاف ثلاث طالبات من الشبيبة،والاعتداء بالضرب على الهيئة التدريسية وأعضاء من مجلس الجامعة ".
وأضاف الزعارير " أن هذه الجريمة تسجل في سجل الجرائم والانتهاكات المتواصلة لحماس وعصاباتها بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزة،ومنها المؤسسات الأهلية والأكاديمية في سوابق خطيرة باتت تشكل نهجا في إدارة قطاع غزه بعد الانقلاب الدموي هناك ".